jeudi 23 novembre 2017

"La dimension africaine dans la politique étrangère tunisienne (1956-1986)" : les Archives mises au service de la vérité historique












"La dimension africaine dans la politique étrangère tunisienne (1956-1986)", tel est le titre  en langue arabe d'un ouvrage collectif à base d'archives, dû à la plume de trois historiens universitaires tunisiens : Lotfi Aissa, Riadh Ben Khelifa et Karim Ben Yedder.
Fruit d'un partenariat entre "Les Archives Nationales de Tunisie", la Faculté des sciences humaines et sociales (Université de Tunis) et la Coalition de L'Etat de l'Union (SOTU) d'une part, et l'Institut Arabe des Droits de L'Homme d'autre part dont il est l'éditeur, ce livre est la somme d'une recherche approfondie et fouillée dans des documents d'archives du ministère des affaires étrangères (notes, correspondances, discours ...) aidant à mettre la lumière sur les relations de la Tunisie avec son environnement africain à l'échelle tant bilatérale que multilatérale depuis son accession à l'indépendance jusqu'à 1986.
Le traitement analytique des documents donne lieu à une évaluation minutieuse de la contribution de la Tunisie au processus de décolonisation sur le continent et à la lutte contre le système d'apartheid en Afrique du Sud ainsi que de la part qu'elle a prise dans la création de l'Organisation de l'Unité Africaine. Cette "belle aventure scientifique", comme l'a qualifiée  M. Abdelbasset Ben Hassan, Président de l'institut Arabe des Droits de L'Homme, met également  en avant les conceptions tunisiennes quant aux meilleurs moyens de conforter la coopération interafricaine et de promouvoir la culture de l'action collective dans le cadre multilatéral.
Rendant hommage à cette louable initiative, le Président de la République Beji Caïd Essebsi, fin connaisseur des arcanes diplomatiques de la Tunisie pour avoir été le ministre des affaires étrangères du 15 avril 1981 au 15 septembre 1986, note dans la préface du livre qu'il est temps de " procéder à une révision profonde de la politique de notre pays à l'égard du continent africain et de développer la coopération avec les pays subsahariens , de l'Est comme de l'Ouest".
Et de poursuivre : "car la réalité nous impose d'appréhender notre situation de manière qui s'adapte au vécu de notre pays depuis 2011, le constat établi par ceux qui ont jeté la lumière sur l'expérience de la diplomatie de la Tunisie sous le règne de son premier Président ... nous commande de revoir de façon profonde notre politique étrangère liée au continent africain. Nous ne pouvons réussir dans cette entreprise que si nous reconnaissons la distance qui nous sépare de notre profondeur africaine... Toutefois nous sommes convaincus de la capacité de notre diplomatie à mettre en place un projet multidimensionnel à même de restituer à nos missions et institutions la place qui était la leur quand elles avaient réussi à tisser des liens de confiance avec les pays de l'Ouest africain...."
Force est de reconnaître que cet ouvrage n'aurait pu voir le jour sans l'apport appréciable d'une institution , désormais fierté de tous les tunisiens : les  Archives Nationales.Cette institution que dirige un éminent historien,  M Hedi Jalleb  a su mettre les trésors qu'elle recèle au service de la connaissance et de la vérité historique.
( cette couverture est parue dans le journal électronique Leaders le 22 - 11 - 2017). 

jeudi 9 novembre 2017

البعد الإفريقي في السياسة الخارجية التونسية 1956 – 1986













تقديم
رئيس الجمهورية التونسية
أ. محمد الباجي قائد السبسي

       إنه لمن دواعي ابتهاجي أن تجتمع إرادات مؤسسات الدولة ممثّلة في رئاسة الحكومة المؤتمنة عبر مؤسسة الأرشيف الوطني على حفظ الذاكرة الجماعية للتونسيين، والجامعة التونسية باعتبارها حاضنة للبحث المعرفي المحكّم الرصين ومؤسسات المجتمع المدني الداعمة لثقافة المواطنة والممثّلة في المعهد العربي لحقوق الإنسان، على إنجاز هذا المؤلف الذي جعل من تعقّب علاقة الدبلوماسية التونسية بالمجال الإفريقي طوال الثلاثين سنة التي تلت حصول البلاد على استقلالها وتركيز الدولة الوطنية، أهم تحدياته.
وحسنا فعل القائمون على هذا المشروع، لما عرضوا عليّ مشكورين تقديم خلاصة ما توصّلوا إليه من نتائج، تقيم الدليل على ضرورة مراجعة التوجّهات التي تقوم عليها سياستنا الخارجية، مستأنسين في جميع ذلك بالإيجابيات التي تضمنتها تجربة الدولة الوطنية، مُعرضين عن سلبياتها التي تستوجب تصويبا في العمق، حتى يحتلّ التعاون بين تونس ومختلف أقطار القارة السمراء موقعا يتناسب مع انتماء بلادنا إلى نفس التربة، واعتراف دستورها بالبعد الإفريقي بوصفه مكوّنا أساسيا لمختلف انتماءاتنا الثقافية والحضارية.     
لقد تسنى لي خلال السنوات الطوال التي قضيتها على رأس العديد من الوزارات، أو من خلال تمثيلي لدبلوماسية بلادي في مختلف المحافل الدولية، سواء عندما تحمّلت أعباء السفارة أو لما أسندت لي مسؤولية إدارة وزارة الشؤون الخارجية التونسية بين 15 أفريل 1981 و15 سبتمبر 1986، السفر إلى العديد من الدول الإفريقية والتباحث مع العديد من قادتها وصانعي قرارها. فتمكنت من الاطلاع عن كثب على المكانة المرموقة التي حظيت بها مواقف الدبلوماسية التونسية المسؤولية والحكيمة، وخاصة فيما يتصل  بتقريب وجهات النظر بين القادة الأفارقة ومواصلة مسار تصفية الاستعمار ومقاومة سياسة الميز العنصري في الجزء الجنوبي من القارة الافريقية، وهو ما تعرضت له تحديدا ضمن المداخلة التي القيتها في الندوة الدولية حول إفريقيا وناميبيا والتي عقدتها بباريس وبمقر اليونسكو في الـ 27 من شهر ماي سنة 1981 منظمة الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الإفريقية. فقد شددت على أنّ تطلّع شعوب إفريقيا لتحقيق العدالة والكرامة يقتضي إجماع جميع الدول الأعضاء داخل المنتظمين على تطبيق العقوبات التي ينصّ عليها ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك الدول الحليفة لنظام بريتوريا العنصري "لأنه من العبث أن نضحّي بالسلم والضوابط التي تحكم القانون الدولي نظير المصالح الآنية والحسابات الظرفية".
ولن أفشي سرا حال الإقرار بتأثري العميق بل وانحيازي الكامل أحيانا للعديد من التصوّرات التي قادت مسيرة نضال الرئيس الأول للجمهورية التونسية الحبيب بورقيبة، حتى وإن حاولت جهدي تجنّب الوقوع فيما صادفه من عثرات، مستحضرا في جميع ذلك ضرورة التحلّي دائما بقدر كبير من نكران الذات. فقد انضممت لفريق عمل الزعيم الحبيب بورقيبة شابا وخبرت مع تقدّم الزمان واكتساب المَلَكَة سعة أفقه ورصانة توجهاته النادرتين. فقد مزج بذكاء باهر بين ضرورة الاحتفاظ بعلاقات مميزة مع الدول الغربية المتقدّمة وبناء جسور الثقة وتمتين عرى الصداقة والتعاون مع البلدان العربية والإسلامية والإفريقية.
ولأنني أؤمن مثله باستمرارية الدولة التونسية، وأعتقد في ضرورة استعادتها لهيبتها والعمل قصارى الجهد على الحفاظ على مؤسساتها، فإنني أعتقد أن السياق التاريخي الذي نعيشه حاضرا يستوجب مراجعة عميقة للكثير من تلك الاختيارات، واتفق تماما مع واضعي هذا التأليف الطريف على ضرورة إيلاء تاريخ العلاقات الدولية المكانة التي هي بها جديرة ضمن مختلف المعارف المتّصلة بالعلوم السياسية وكذا علوم الإنسان والمجتمع، وتوظيف محصّلة أبحاثها بشكل سليم مُلْهِم في تطوير ثقافة المواطنة عربيا وإفريقيا.
لقد آن الأوان للقيام بمراجعة في العمق لسياسة بلادنا تجاه القارة الإفريقية وتطوير التعاون مع البلدان الواقعة جنوب الصحراء غربا وشرقا، فقد قُدر للرئيس بورقيبة التباحث مطوّلا مع أفذّ زعامات بلدان إفريقيا، من سنغور إلى لومومبا، مرورا بنكروما وسيكوتوري وبوانيي وهولدن وكبرال وغيرهم كثيرون. وتثبت ملاحق الوثائق المدرجة ضمن هذا التأليف مستوى تلك المباحثات الرفيع، حتى وإن لم تبلغ محصلة النتائج العملية المتمخّضة عنها مستوى طموحات معظم أولئك الزعماء في حق بلدانهم وفي حق قارة مكلومة من فرط الاستعباد والاستغلال، تمكّنت بعد تقديم جليل التضحيات من تصفية الاستعمار، موجّهة سهام إرادتها للاستفادة بمنتهى الحرص والعقلنة من ضخامة مواردها الطبيعية والبشرية.
ولأن واقع الحال يحتاج منّا قراءة أوضاعنا بشكل يتلاءم مع ما تعيشه بلادنا منذ سنة 2011، فإن المحصّلة التي أقرّها من ركزوا مجهر الإضاءة على تجربة الدبلوماسية التونسية طوال عهدة أول رؤسائها، وبالنظر إلى ما آلت إليه علاقتنا مع إفريقيا بعد ذلك من انحسار حيث يدعونا تراجع إشعاع تونس وتأثيرها إلى مراجعة في العمق لسياستنا الخارجية المتّصلة بالقارة الإفريقية. ولن يتأت ذلك إلا عبر الاعتراف بالمسافة الكبيرة التي أضحت تفصلنا عن عمقنا الإفريقي تعاونا وتضامنا ومعرفة، مع إيماننا الراسخ بقدرة دبلوماسيتنا على صياغة مشروع متكامل يعيد لتمثيلياتنا الدبلوماسية ولمؤسساتنا المتحفّزة لدفع التعاون المثمر والمتكافئ المكانة التي احتلتها لما توفّقت في بناء جسور الثقة مع بلدان غربي إفريقيا، مُستبقة جميع بلدان القارة في الإيمان المبدئي بضرورة مساندة مختلف حركات التحرير بغينيا بيساو والموزمبيق والرأس الأخضر، مُستغلة جميع الفرص المتاحة لإظهار مناهضتنا لنظام الميز العنصري بجنوب إفريقيا والوقوف في صف الأغلبية السوداء المستضعفة والمقهورة.
لقد أثبتت لي تجارب السنوات الطوال التي قضيتها في التدقيق في الشأن الدبلوماسي وتقلبات العلاقات الدولية أن الصعوبات التي تحول دون تمكّن بلدان شمال القارة الإفريقية من تشكيل قوة إقليمية فاعلة باعتبار صعوبة التوصّل إلى حلول مجدية بخصوص العديد من الملفات العالقة مغاربيا وعربيا، لا يتعين أن تثنينا على إعادة بناء الثقة ودفع التعاون الثنائي مع البلدان الواقعة جنوب الصحراء وأن مثل ذلك التوجّه طريقا سالكة تحتاج إلى طول نفس وإصرار على المثابرة.
إن قدر إفريقيا يكمن اليوم في التعاون بين تكتّلاتها وتطوير أداء بلدانها على الصعيد القاري، مع الإيمان العميق ببناء المواطنة الإفريقية ودعم الجهود القاريّة لدول الاتحاد، وهو طموح عزيز من المخجل تواصل الدعوات إلى تأجيله تحت أي تبرير. فقد انتصر التعاون الأوروبي على تحفظات معظم بلدان تلك القارة في فترة قياسية لم تتجاوز نصف القرن، وتمكنت قواها الناهضة وإمبراطورياتها الاستعمارية التوسّعية من تخطي أحقادها وحروبها الطاحنة لكي تبني اتحادها رغم العثرات المعيقة والصعوبات المحبطة لأصدق العزائم. وما على الأفارقة إن هم عقدوا العزم على مواجهة تحديات القرن الجديد وثورات شعوبه إلاّ التصالح مع أنفسهم وحثّ خطاهم من أجل تحقيق حلم أجيال ناضلت بهمّة وصدق طويّة كي تستعيد القارة السمراء سيادتها على أراضيها المسلوبة، في انتظار أن ينعم جميع سكانها بحريتهم ويعيشوا، بكرامة وإباء، مواطنتهم المسؤولة.

مقدمة الكتاب

" من دون تحقيق الكرامة لا يمكن الحصول على الحرية ومن دون نشر العدالة لا يمكن تأمين الكرامة، وطالما لم نحصل على الاستقلال ليس بوسعنا أن نصبح أحرار."
رسالة "باتريس لومونبا" من سجنه بـ"كاسي" سنة 1960 إلى رفيقة دربه بولين.

         يكتسي الاهتمام بتطوير العلاقات التونسية الافريقية حاضرا بعدا استراتيجيا وذلك في ضوء متغيّرات سياق ما بعد التحوّل السياسي والمجتمعي الفارق الذي عاشته البلاد التونسية ومتطلّبات المرحلة الراهنة التي يحتل ضمنها الانتقال الديمقراطي موقعا محوريا. ولأن ذلك الاهتمام يطرح بإلحاح ضرورة تمتين الأواصر التي تشدّنا ولا تزال إلى مجالات انتسابنا الحيوية، فإن التفكير بخصوص طبيعة العلاقات التي ربطت تونس بالقارة الإفريقية طوال الثلاث عشريات التي تلت إرساء دولة التونسيين الوطنية، ينبغي أن يحفّز على إجراء عرض توصيفي لتلك التجربة بالتعويل على ما احتفظ به الأرشيف الديبلوماسي التونسي الرسمي من وثائق، وذلك بإدراجها ضمن سياقها المخصوص والتعويل على ما راكمته الديبلوماسية التونسية من تجارب قصد الالمام بالتوجّهات التي قادتها وتحديد المكاسب التي حقّقتها، فضلا عن التبصّر بمواضع تقصيرها وكيفية الارتقاء بأدائها والرفع من نسقه بشكل يتوافق مع الموقع المتميز الذي سبق لها احتلاله والعلاقات الطموحة التي ربطتها بمختلف بلدان إفريقيا إبّان تصفية الاستعمار أو من بعده، سواء اتصل ذلك بالعلاقات الثنائية التي عاينت طوال الثلاث عشريات المقصودة بالمعايرة توسّعا في مجالات التعاون والتنمية المشتركة وتبادل الخبرات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والتربويّة والصحيّة والثقافيّة، أو فيما يتصل بتطوير أشكال التعاون الاقليمي والرفع من مستواه بين مختلف دول القارة، وخاصة بعد تأسيس منظمة الاتحاد الافريقي في ربيع 1963 وذلك على أساس مبدأ احترام سيادة كل دولة على مجالها الترابي وعدم المسّ بشؤونها الداخلية.
وليس من المصادفة في شيء أن تكون الهياكل أو المؤسسات القائمة على تحسين مستويات التمكين والمواطنة ودعم القدرات في مجال بناء السياسات والاستحضار العميق لمكاسب منظومة حقوق الإنسان الإفريقية وفضاءاتها بتطوير مستويات امتلاك ثقافة الحوكمة الرشيدة وتحسين المعرفة بالتاريخ الافريقي المشترك والارتقاء بمكانة المرأة داخل المجتمعات الإفريقية، هي التي شجّعت فرع "أوكسفام إفريقيا" الداعم لتوجهات تحالف دول الاتحاد، والمعهد العربي لحقوق الإنسان باعتباره فاعلا استراتيجيا في الارتقاء بمستوى الثقافة المدنية عربيا، على المبادرة باقتراح تصوّر طريف هدف إلى مُقاربة أشكال تمثّل المواطنة الافريقية من خلال تقييم مستوى حضورها خطابا وممارسة ضمن السياسية الرسمية لدولة الاستقلال تونسيا، وذلك عبر دعوة مؤسسات إنتاج المعرفة المحكمّة على إعداد عرض معرفي تكون مؤسسة الأرشيف الوطني التونسي وباعتبار ائتمانها منذ سنة 2009 على حفظ أرشيفات وزارة الخارجية التونسية، وجامعة تونس ممثّلة في كلية العلوم الانسانية والاجتماعية بحكم مستوى الخبرة الذي بوسعها ضمانه، الضلعين المكمّلين لمربعها وذلك من أجل مؤزرة جهود منظمة الوحدة الإفريقية التي تضمنتها "أجندة 2063".   
ويشفّ مثل هذا التوجّه النموذجي الذي يهدف إلى التعرّف وبشكل مجهري على مستوى وعي الدبلوماسية التونسية الرسمية بأهمية البعد الإفريقي في سياستها الخارجية، عن رغبة معلنة في تجاوز المعاينة الفوقية واخضاع عملية تقييم مكاسب تلك السياسة وهِناتها أيضا على مدى العشريات الثلاثة الأولى لدولة الاستقلال للإضاءة التحتية. كما يهدف إلى توسيع مجال المعرفة العالمة من خلال اكسابها مدلولا نشيطا يتساوق مع الواقع التعددي للساحة العمومية التونسية وضرورة العمل على ترسيخ ثقافة القبول بالتنوّع بين جميع المتدخلين أو الفاعلين في الشأن العام، فضلا عن الارتقاء بمستوى الثقافة المدنيّة بعد الانقلاب المسجّل على كيفية تمثّل التونسيين لأشكال صُنع القرار السياسي وحقيقة التزامهم حكّاما ومواطنين بثقافة العمل التشاركي وتعيير درجة نجاحهم في إدارة حوار توافقي بين مختلف مكوّنات الساحة العامة وفاعليها.
تمثلت الخطة المعتمدة للإلمام بمحتوى رصيد أرشيف وزارة الخارجية الخاص بعلاقات تونس بمختلف دول القارة الإفريقية، في انجاز عرض وصفي لمختلف حافظاته وملفاته، والتوقّف مجهريا عند عيّنات نموذجية تحيل على مجالات التعاون الثنائي، وكذا على المستوى الذي بلغه مقارنة بما تم تحقيقه على صعيد التعاون المتعدّد الأطراف. كما تقصّت العروض المستجلبة تقيما مدقّقا لمساهمة تونس في النضال من أجل استكمال تصفية الاستعمار بجميع بلدان القارة ومناهضتها الصريحة لسياسات الميز العنصري ضد الأغلبية السوداء بجنوب إفريقيا، فضلا عن مساهمتها في إنشاء منظمة الوحدة الإفريقية وتوضيح تصوّرتها السياسية بخصوص أنجع السبل الضامنة لدفع التعاون الاقليمي بين مختلف دول القارة السمراء.                                        



dimanche 5 novembre 2017

La gentillesse لطف رحيم


La gentillesse لطف رحيم
Naomi Shihab Nye ,1952
Avant de savoir ce qu'est la gentillesse
tu dois perdre des choses,
sentir l'avenir se dissoudre dans un instant
comme le sel dans un bouillon affaibli.
Ce que vous teniez dans votre main,
ce que vous avez compté et soigneusement sauvegardé,
tout cela doit aller pour que vous sachiez
comme le paysage peut être désolé
entre les régions de gentillesse.
Comment vous roulez et roulez
pensant que le bus ne s'arrêtera jamais,
les passagers mangeant du maïs et du poulet
va regarder la fenêtre pour toujours.
Avant d'apprendre la tendre gravité de la gentillesse
vous devez voyager où l'Indien dans un poncho blanc
se trouve mort au bord de la route.
Vous devez voir comment cela pourrait être vous,
comment il était aussi quelqu'un
qui a voyagé toute la nuit avec des plans
et le souffle simple qui le maintenait en vie.
Avant de connaître la bonté comme la chose la plus profonde à l'intérieur,
vous devez connaître le chagrin comme l'autre chose la plus profonde.
Vous devez vous réveiller avec chagrin.
Vous devez lui parler jusqu'à votre voix
attrape le fil de toutes les peines
et vous voyez la taille du tissu.
Alors c'est seulement la gentillesse qui a plus de sens,
seule gentillesse qui lie vos chaussures
et vous envoie dans la journée pour regarder le pain,
seule bonté qui lève la tête
de la foule du monde à dire
C'est toi que tu cherchais,
et puis va avec vous partout
comme une ombre ou un ami.
Naomi Shihab Nye
Naomi Shihab Nye donne une voix à son expérience d'Arabe-Américaine à travers des poèmes sur le patrimoine et la paix qui débordent d'un esprit humanitaire.

قبل أن تعرف حقًا ما اللطف الرحيم،
يجب عليك أن تعرف ماهية الفقد،
أن تشعر أن المستقبل يذوب في دقيقة،
مثل حبات ملح في حساء رقيق.
يجب أن تنفرط جميع الأشياء
التي تمسك بها ساعداك،
والتي أحصيتها واحتفظت بها بعناية،
لكي تدرك مقدار الدمار الذي يمكن أن يصيب
المشهد بين مواضع الرحمة.
كيف تفكر، كلما ركبت الحافلة،
أن العربة لن تتوقف أبدًا،
وهؤلاء الركاب، الذين يأكلون الذرة وقطع الدجاج،
سيحدقون من النافذة إلى الأبد.
قبل أن تتعرف على الجاذبية الرقيقة للطف الرحيم
يتعيّن عليك السفر حيث توجد جثة الرجل الهندي
في معطفه الأبيض،
ممدة على جانب الطريق.
يتعيّن أن ترى كيف يمكن لهذا الشخص أن يكون أنت،
كيف كان هو أيضًا إنسانًا
يسافر الليل بأحلامه،
وكيف آزرته نسمة الهواء البسيطة
للبقاء على قيد الحياة.
قبل أن تعرف اللطف الرحيم كأعمق عاطفة بداخلك،
يتعين عليك أن تعرف الحزن كشعور عميق بداخلك
عليك أن تستيقظ حزينًا.
وتتكلم عن الحزن،
حتى يلتقط صوتك جميع خيوطه،
وتتمكن من رؤية حجم ردائه.
عندها فقط يصبح اللطف الرحيم هو الشيء المنطقي الوحيد،
وهو ما يساعدك على ربط خيط حذائك
ويرسلك في الصباح لتشتري الخبز،
وتضع رسائلك في صندوق البريد.
اللطف الرحيم فحسب، هو من يرفع رأسه وسط الحشود ليخبرك،
أنه أنا ذاك الشخص الذي تبحث عنه،
وبعدها يذهب معك أينما توجهت
مثل ظل أو صديق.
(ترجمة آية هاشم الصادرة بموقع "ضفة ثالة" بتاريخ 5 نوفمبر 2017 بتصرف)