vendredi 19 octobre 2012

غادر صُحبتَنا عزيز








  

في لغة فولتير وحال إبداء التحسّر على فقدان عزيز، كثيرا ما يُعوّل على صيغة مقتصدة بليغة: "غادر صُحبتَنا عزيز "un ami cher, nous a faussé compagnie.
هذا حال "سيد أحمد الجدي" معنا جميعا، فهو صديق الكل ووفيهم، لذلك فإن واجب الصحبة يفرض علينا وبعد أن عاجله حمامه استحضاره بالقلب، لأن غياب القلب في الذكر وفقا لما أُثر عن عارفة تونسية بحقوق الصحبة أقدم رهط من الهمج على إحراق مقامها في بداية هذا الأسبوع ، مُعدم للذكر باللسان. 
هناك في مسار هذه "المناضلة التونسية النسوية" بمدلول الحاضر، والولية الصالحة الوافدة من أحواز حاضرة الحفصيين الأوائل وشيجة شدّتها إلى الإصرار على طلب التحرّر من ربقة الاستعباد، والتصدّر لمقاومة سطوة فكر الجماعة بالتعويل على المعرفة الذوقية. معرفة أسهمت في تأهيل التونسيين تدرّجا لكي يقايضوا الخوف في العلاقة بالخالق بصادق المحبة.
وهو فعل استثنائي، اشتركت "السيدة المنوبية" في توسيع دائرة انتشاره بدواخل البلاد مع أعلام آخرين. ألم يُربك يوسف الدهماني إخوته في القبيل ممّن لم يقم اعتبارا للطابع الاستباقي لفكره، لمّا قايض الاستحراب بالعافية، في خطوة فتحت المشيخة على المجتمع، مجتنبة رهنه للصراع على مُهلك الرئاسة "الجامعة للسحت المفضية إلى السخط"؟ ألم يومئ لصحْبه لما استعظموا انقطاعه لمهانة الخدمة أن طريقته "إقبال بالهمة على الدنيا، يكون فيه الخاص في الناس غريبا وبينهم مجهولا؟
لن أتوسع في تعبير الكَلَمِ، لكنني أستحضر علاقة ذلك بمسار التحصيل وقدرته أيضا لدى من عمروا مدارج الجامعة التونسية الفتية في مرحلة ما بعد حصول البلاد على استقلالها، وعزيزنا واحد من بينهم، نَقَلَهُ طارئ الأحداث وسياق بناء الدولة التونسية الفتية من ضيق الاكتناف بقرية حيدرة الحدودية إلى واسع الآفاق، لما ألف مناضد مدارس الحاضرة متدرّجا من المعهد الصادقي إلى المركب الجامعي المصاقب له قبل أن تأخذه رحلة التحصيل إلى فرنسا.
واحد من بين بضع عشرات ممن أمكنهم أن يدركوا بخالص الكدّ وموفور العزيمة أن الإنسان ليس بحيوان سياسي فحسب، بل هو حيوان أدبي أيضا، بوسعه ومن خلال خوض تجربة الترقي في التحصيل الانتساب بالمشاركة إلى نخبة النخبة. 
التقيت الرجل مكتهل الرؤية في أواسط التسعينات، وشجعتني سهولة جانبه على مخالطته بشكل متقطّع خلال سنوات تدريسه المديدة بجامعتي صفاقس وسوسة. غير أن إطلاعي على جانب غير قليل من إسهاماته المعرفية، تلك التي اختزل قيمتها مؤطره ومؤبّنه وواحد من الآباء المؤسسين للجامعة التونسية ونقصد "أندري نوشي"، الذي اعتبر أن "سمنه من أديمه واستنشاقه من شميمه" (وهذا تعبير بالتأويل لأبي عبد الله المرجاني وهو صالح تونسي آخر ذهب شوطا بعيدا في تأويل آي القرآن)، لأن معوّل مؤلِفها في تهذيب عنصره مُتكل على موفور جهده، حتى وإن عاش قليل الاعتداد بما لديه، مكتفيا بحسن ظن الآخرين به"  
  "...il s'est fait tout seul à la seule force de son travail; il a donc eu un grand mérite dont il parlait peu..." 
اشتغلنا بشغف خلال السنوات القليلة الماضية بعد أن كُتب لنا أن نأنس لجواره، وينقشع عن جميعنا وهن سنوات الانكفاء والصمت المشرّف أحيانا والمخزي في أحايين كثيرة. جمعتنا الندوات العلمية ومناقشات المذكرات والأطروحات ولجان الانتداب والتقييم، لكن حظ جميعنا من الحراك الثقافي والنضال المدني بقي في عداد المعدوم. وبغتة، ومن زاوية مغلقة وفقا لتعبير فتحي بن سلامة، لرؤيا الثورة انفتحت كوة جدّدت أمل التونسيين وقطعت مع انسداد أفقهم.
عاودتنا معها الرغبة في الخروج من أكناف التخصّص إلى فسيح الساحة العامة، فطرحنا على أنفسنا وعلى غيرنا، من خلال بعث جمعية انحصر همها في نشر الثقافة التاريخية، أسئلة لم يكن مجرد التفكير فيها متاحا قبل ذلك على غرار: ما الذي يعنيه أن نكون تونسيين؟ être tunisien C’est quoi، ما فائدة الاطلاع على أحداث التاريخ؟ A quoi sert l’histoire ?
استمعنا إلى إجابات غيرنا تلك التي تعمّدنا فصلها عن ضيق خلافاتنا المعرفية، منصتينا لمختصين في إرثنا الجيني ولمنشطين لذاكرتنا التاريخية من بوابة فن القصّ أو الرواية التاريخية، وكذا فنون الركح والتشكيل والموسيقى والسينما وغيرها.
وكم كنّا في غاية الامتنان لما قبل فقيدنا أن يسامر مرتادي المركز الثقافي الطاهر الحداد خلال أمسية من أماسي الشتاء الماضي، بشأن ما اقتُرح عليه بخصوص "دواخل البلاد التونسية بين الذاكرة والتاريخ". يومها أسرّ لنا "سيد أحمد" بثلاث عِبَرٍ فارقة، جميعها مرتبط بما كان يصبو إلى كتابته ولم يسعفه القدر لانجازه.
حدّثنا عن مجتمعات مكر بها التاريخ ماضيها لا يريد أن يمضي حال التلبس بحاضرها، متوسّعا في توضيح الشروخ التي أصابت ذاكرتها في مقتل، معتبرا أن امتلاك ثقافة المعرفة بالماضي فرض عين في إدراك منزلة المواطنة. أسرّ لنا بأن التاريخ معرفة نُقرّ من خلالها بموت الفاعلين في أحداث الماضي كما المفعول بهم، معتبرا أن ليس هناك من مجتمع لا يزال أمواته على قيد الحياة إلا وهو لا يزال قابعا في الانكفاء والتقليد.
ذلك واقع المجتمعات الإسلامية في تقديره، تلك التي لا يزال ماضيها متلبس بخطاب حاضرها، لاسيما وأن العفو عن ذلك الماضي مرتهن على ما قدّر "بول ريكور" بإخضاعه لتمحيص المؤرخ ودرسه.         
يومها خرج المؤرخ عن سمته المعهود ليربط ذاكرته بشرخ ذاكرة الدواخل المبتورة الملغاة، وخرجنا معه عن لكنة المعاجم البالية التي أخرستها الصورة. قال المؤرخ يومها أن الطبل لم يعد بمقدوره أن يجمع وأن العصا لم يعد بوسعها أن تفرّق. قال أننا نحتاج إلى كتابة تاريخ الجبل وتاريخ السباسب وتاريخ الصحراء، مردفا أن الدواخل قد دفعت ضريبة الإصلاح فحلم التنمية والإقلاع غالية، لذلك فإن فك عزلتها قد أضحى واجبا أخلاقيا لم يعد يحتمل حاضرا مزيد من الإرجاء أو السفسطة.
ألححّنا عليه يومها أن يحدّد لنا من موقع العارف بالدواخل التونسية ممكنات انجاز تاريخها، فأحالنا على "البصمات"، معتبرا أنه لم يزل بوسعنا بعد اقتفاء أثر "مظان الذاكرة lieux de mémoire" قبل أن يقطع عدم اكتراثنا والبعض من جبننا أيضا مادتها، فتنقلب البلاد خلقا جديدا خاوي الوطاب سريع التفسخ والذوبان.
تجدّد الاجتماع أسابيع قليلة بعد تلك الأمسية، فتجدّد معه العهد على الإسهام في تأثيث عدد خاص بالبلاد التونسية، اقترحت عليه مجلة أوروبا الشرق Eurorient الإشراف على جمع مادته وتقديمها.
متعة خالصة كانت تلك التجربة، وفرت لجميعنا تونسيين ومصريين وفرنسيين وأمريكيين وبلجيكيين، فرصة أستشكال حاضر التونسيين من خلال ربطه بشواغل شتى، امتدت من الارتسام الدبلوماسي إلى التقرير الصحفي فالحقوقي، مرور بالتحليل السياسي والاقتصادي والتاريخي والمقاربة الاستشرافية.
لعب الفقيد دور قائد جوقنا فانبعثت من مختلف الأصوات نغمة معافاة، حدّدت وفقا للعنوان الذي تم اختياره لذلك العدد الخاص بتونس الثورة، وهو عدد نشر قبل رحيله ببضعة أسابيع، "تونس القرن الواحد والعشرين: أي سلطة سياسية لأي أنموذج مجتمعي La Tunisie du XXI e siècle : Quels pouvoirs pour quels modèles de société"، خصائص مرحلة ما بعد الهزة الفارقة التي نقلت بلادنا من موقع الطرف إلى موضع المركز عربيا، مقوّضة نظاما فاسدا "مكر به التاريخ" على حد ما حُبّب لـ"سيد أحمد" ترديده نقلا عن الفيلسوف الألماني هيقل، لما ازورّ عن تأمل دروسه.
تلك كليمات وجيزة لخّصنا من خلالها بعض من ذكريات متقاسَمة، من حافل أيام "عزيز غادر صحبتنا"، عسى أن توفّي بعضا من أيام متداولة بينه وبين أمثاله من بني البشر. وحسبنا بعد استحضرها بالقلب، أن يصيب ما خلّفه من جليل الأفعال والأعمال موقعا ضمن سجلات التاريخ نظنه به جدير، ضمن ماض نأمل أن يضحي تحت سمائنا قابلا بعد الدرس والتمحيص، أن يمضي في حال سبيله.      

jeudi 4 octobre 2012

Sana Moussa, une étincelle de Jérusalem










Dès son plus jeune âge, la voix de la chanteuse palestinienne Sana Moussa étincelait. Elle s'embellissait d'année en année grâce à la forte tradition musicale de son entourage. 
Dans la maison familiale, les voix mythiques des grands chanteurs du Coran, tel l'égyptien Abdel Basset Abdel Samad ou celles des chanteurs de tarab, tels Mohammed Abdelwahab, Oum Kalsoum, Sayyed Darwish et autres retentissaient de l'aube jusqu'au soir.
Très jeune, Sana attendait avec impatience le cours de chant sacré des versets coraniques, le tajwîd, où la voix du cheikh l'ensorcelait. Quand elle se mettait à réciter le Coran, elle s'étonnait de voir les larmes couler sur les joues de ses petites camarades. 
Dans la maison paternelle, à Deir Al Assad, en Galilée, Sana était entourée de la voix de sa grand-mère, qui lui chantait des berceuses, et de celles, belles et rauques, de son grand-père et de son père, qui retentissaient lors des fêtes de la région.
Plus tard, Sana Moussa a étudié la musique arabe classique et la musique palestinienne traditionnelle au centre Al Urmawi des études du Machrek à Jérusalem Est. 
En 2004, elle rejoint l'ensemble musical Houmayoune, spécialisé dans trois genres musicaux arabes distincts qui façonnent la mémoire musicale collective du peuple palestinien : la musique traditionnelle palestinienne, la musique et le chant arabes classiques et la musique sacrée. 
Depuis, elle chante à côté de son père et avec l'ensemble Nawa Athar en Belgique, au Maroc, en France, en Espagne, aux Pays-Bas, en Suisse, et en Espagne.
À travers son chant narratif, Sana Moussa donne de la voix à ceux qui n'en ont pas :
les paysans priant pour la pluie et la liberté, les réfugiés rêvant d'une vie digne, les amoureux défiant les difficultés et les enfants qui savent retrouver la joie au milieu de la misère.
Source : http://www.parisetudiant.com/etudiant/sort...-jerusalem.html