dimanche 2 février 2014

حكاية ملاك النسيان








-       هل تعرفين حكاية ملاك النسيان
-       لا
-       يعرف كل وليد حال مجيئه إلى العالم قصة الإنسان منذ الأزل. فهو حارس ذاكرة الإنسانية جمعاء، يعرف كل شيء ويعقل جميع الأشياء، من اكتشاف النار إلى المواد الغذائية المخفّفة، والغزوات، والحروب، والشعر، والعذاب، والجوع، والحبّ، وأرغب في تقبيلك، والاختراعات...كل شيء كل شيء     
-        ماذا تقول؟
-       ما الشيء الذي ترغبين في معرفته؟
-       ماذا قلت؟
-       قلت المجاعة كل شيء... كل ما ينتظم ضمن حياة البشر.
-       لا، لا قبل ذلك ما الشيء الذي ذكرته؟
-       معذرة سيدتي، لم أعد أذكر.
-       المعذرة كنت أظن...يبدو أنني قد فهمت الأمور على غير قصدها...
-       لا يهم...قلت يعرف الرضيع كل شيء...أرغب في تقبيلك     
-       توقف هنا من فضلك، أنا لست واهمة، لقد أعدت على مسامعي ما قلته لي منذ لحظة من أنك...
-       من أنني أرغب في تقبيلك. نعم، نعم قلت ذلك بكل تأكيد، لأن لي رغبة جامحة في ذلك.
-       والملاك؟
-       ماذا أه...أي نعم الملاك، تقصدين الحكاية؟
-       نعم...يعرف الوليد كل شيء، غير أنه ما أن يهم بالكلام حتى يحضر ملاك النسيان فيضع سبابته على فمه ويقول: "أششششت..." فيتبخر جميع ما عرفه الوليد ويضطر إلى تعلم كل شيء من جديد. هذا كل شيء ... أما دليل صحة ما ذكرت، فهو البصمة التي تقسم هذه الشفة العليا والتي تعكس مكان إصبع ملاك النسيان...(عناق) يتلوه، "إنها أولى قبلاتي"... 
اقتطف نص هذا الحوار من شريط:  Se souvenir des belles choses est un film français de Zabou Breitman sortie  en 2002.