dimanche 23 octobre 2011

لا لن أجرب بعد اليوم تغيير البلد سأجرب أن لا أترك هذا البلد يغيّرني...



لا لن أجرب تغيير البلد، ولن أجرب تغيير أي شيء. أنا سأجرب فقط أن لا أترك
هذا البلد يغيرني. وإذ ما نجحت في تحقيق مثل هذا التحدي فيمكن اعتبار ذلك انتصار لنفسي أولا وأخيرا
هذه إعادة ضياغة حرة لفحوى أغنية "سياسي في السياسة" وفق ما تفتّقت عليه عارضة الفنان اللبناني "زياد الرحباني" المعترض وبقدر غير قليل من الإلهام على قلة رجوح القول بأن مصدر التغيير الوحيد هو البلد نفسه، وأنه كلما استطع هذا الأخير الخروج من أزماته، فأن أوضاع سكانه سوف تتغيّر بالضرورة باتحاه الأفضل.



فهل يتعين علينا حتى نضمن لأنفسنا الخروج من موقع الوصاية المضروب علينا أن ننتقل من موقع عدم الاكتراث التام بالسجال السياسي إلى قصر الهمة عليه؟
ذاك هو مربط الفرس في انتخابات التأسيسي تونسيا. فالمهمّ هو ليس من سيربح الانتخابات، بل في التساؤل بخصوص ما ستسفر عنه نتائجها من اعتبار الجميع بنسيّبة مقترح التغيير نفسه، والدفع باتجاه القطع مع منطق الانقلابية بغرض التمترس ضمن المواقع الأمامية وإلجام الأفواه
والاعتراف بضرورة حضور الصراع في عملية بناء التوافق الكفيل بدرء الإحساس بأن ما حصل ما هو إلا "قسمة ضيزى". فتقييم الأمور من زاوية العدل وحدها تشوّف إلى مثال أعلى عصيّ على التحقيق في عالم الشهادة والناس، في حين أن القبول بناقص الفعل البشري هو أُسٌ في كل عمل مدني أو سياسي .
أرجو حقيقة أن لن نجرّب بعد الـ 23 من أكتوبر تغيير البلد، بل أن كل منّا سيجرب أن لا يترك البلد يغيّر اقتناعه بحقه في التعبير عن الاختلاف قبل القبول بأي صيغة نسبيّة ووقتيّة تضمن التوافق على مشروع مجتمعي يليق ببلد يدعي أهله أنهم قد أنجزوا سلميّا أكبر قطيعة مع ما ساد حياتهم العامة، وأن مدلول نضالهم مستقبلا لن يكون على الحقيقة غير صون حرية الفرد أولا وأخيرا.

وجهة نظر نشرتها لي اليوم جريدة "المغرب" التونسية

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire