mardi 2 septembre 2014

بماذا يدين الغرب فكريا للإسلام ؟






        






       لم يشغل السجال الذي عاينته الساحة الأكاديمية الفرنسية بمناسبة نشر كتاب "سيلفان غوغنهيم Sylvain Gouguenheim " الموسوم بـ"أرسطو بجبل القديس ميشال Aristote au Mont-Saint Michel  [i] الساحة الثقافية العربية الإسلامية، فالتصورات الإيديولوجية والفكرية السائدة حاضرا تجعل تلك الساحة قليلة التحمس لتعقل طبيعة الوشائج التي ربطت موروثها المعرفي عامة والفلسفي منه بالخصوص، بالجذور الإغريقية الرومانية.
     كما أن العلاقة التي تربط الفكر العربي الإسلامي حاضر بالدرس الفلسفي لا تنبئ عن حضور تمثل سوي لهذا البعد، فالمنجزات المعرفية العلمية التي تحققت على يد المسلمين تبدو أكثر وضوحا من حيث التمثل أو الإدراك الجمعي، قياسا للموقع الضبابي للفلسفة الإسلامية في علاقتها المتميزة قديما بالدرس الإغريقي، هذا بصرف النظر طبعا عن ضبابية المدلول الواقعي للتفلسف ورهاناته داخل المجال العربي حاضرا.
لكن "ما الفرضية الأساسية التي ينجلي عليها مؤلف "غوغنهيم" تحديدا؟
    يعتبر هذا الباحث الذي يشغل خطة أستاذ فلسفة بمدرسة المعلمين العليا بمدينة "ليون" الفرنسية أن أوروبا لم تكن لها حاجة إلى معارف العرب حتى تتصل بالإرث الفلسفي والمعرفي اليوناني، وأن فضل العرب المسيحيين الأساسي في ربط العالم العربي الإسلامي واقعيا بالفكر اليوناني "الهليني" لا يمكن التقليل من شأنه بأي شكل من الأشكال. ومما أورده الباحث بهذا الشأن نسوق هذا المقتطف: "فيما عدا النصوص القديمة المترجمة، فإن التبادل الثقافي بين الإسلام والمسحية كان فاترا إلى أبعد الحدود. فالحضارة الأوروبية لم تنقل عن الإسلام كدين أي معطَى نصيا أو حجة عقدية، كما تصدق نفس الملاحظة تماما على الميدانين السياسي والقانوني، فقد بقيت أوروبا وفية لقانونها كما لهياكلها المؤسساتية". [ii]
تباينت المواقف من الفرضيات التي أوردها هذا الباحث الفرنسي الجامعي ردا وقبولا. فقد تلقفت وسائل الإعلام وبسرعة مذهلة هذه التصورات منذ صدور مؤلف "غوغنهيم" وجاءت المقالات الصادرة بالصحف المختصة على غرار صحيفة "لومند Le Monde" لتشيد بـ "نهاية الأفكار المسبقة حول دور المسلمين المزعوم كهمزة وصل فارقة في نقل الفكر الهيليني إلى أوروبا [وأنه] على نقيض النبرة الممجوجة السائدة منذ ستينات القرن الماضي، فإن تاريخ الثقافة الأوروبية لا يدين في تطوره بشيء مهم إلى الإسلام. فقد وضع هذا البحث الدقيق والمدعم بالشواهد العلمية، والذي لا يخلو أيضا من رصانة وشجاعة -بزعم مؤلف المقال طبعا- عقارب الساعة عند توقيتها الصحيح".[iii]  بينما انبرت أقلام أخرى نشرت مقالاتها صحيفة "لوفيغارو" اليمينية لتشيد بهذا "المجهود القيم والضخم الذي دحض بشكل قاطع ونهائي الدعاوى القائلة بوجود إسلام تنويري". [iv]
ولم تعدم الساحة الثقافية والعلمية الفرنسية منافحين لهذه الآراء تولوا وباقتدار عكس هذا التيار على غرار ردود "غبريال مرتينيز- غرو Gabriel Martinez-Gros "  و"جوليان لوازو Julien Loiseau" الذين بادرا ضمن مقاليهما بصحيفة "لوموند"[v] بالتشديد على الدور الهام الذي لعبته الأندلس في ربط العالم الأوروبي الوسيط بالموروث القديم، قبل أن يحذرا وبجلاء من حضور تعاطف مشبوه بين "غوغنهايم" والأوساط السياسية اليمينية المتطرفة. في حين تصدى "ألان دو ليبيرا Alain de Libéra " وهو واحد من أبرز المختصين الفرنسيين في فلسفة القرون الوسطى، وضمن مجلة "تيليراما Télérama"، لهذه التصورات مثبتا تهافت آراء "غوغنهيم"  بالجملة، واصفا فرضياته "بالمتسرعة التي لم ينوّه بها غير البسطاء ممن يعيشون حالة رهاب من الإسلام islamophobie" ممن لا تتجاوز دعوى تصوراتهم العلمية الأفكار الشعبية الساذجة". [vi]    
لم يعد للمسلمين وفقا لتصورات مؤلف كتاب "أرسطو بجبل القديس ميشال" أي دور يذكر، فحتى ذلك الدور العنيف الذي ألصقه بهم منظرو المحافظين الجدد من أمثال "سامويل هينتغتون Samuel Huntington" عبر نظريته السيئة الذكر والمقاصد حول "صدام الحضارات"، تلك التي تعرض خيارا سياسيا تصادميا بين معسكرين، في حين يصر "غوغنهيم" على إدعاء تناظر وهمي بين الانتساب إلى أوروبا وامتلاك الانتماءين المسيحي- الإغريقي، الشيء الذي لا يمكن أن ينجم عنه بزعمه دائما، غير تعارض تاما بين تاريخ أوروبا وأربعة عشر قرن من تاريخ الإسلام لم يفض امتدادها الطويل إلى حصول أي تقارب عملي بين هذين المجالين الحضاريين. [vii]  بقطع النظر عن احتدام السجال بين الجامعيين وغير الجامعيين حول المضمون السجالي لهذا المؤلف، ألا يعكس هذا الخلاف الحاد صعوبة تحديد مدلول واقعي لمضمون الهوية الأوروبية، تلك المسألة التي أضحت تُبسط بأكثر إلحاح منذ أن أصبح الإسلام دينا قائم الذات ضمن المشهد العقائدي الأوروبي، لأن السؤال الحقيقي الذي يتخفى وراء توهم خلاف تاريخي بشأن الموروث الإغريقي، هو البحث عن تعريف دقيق لحقيقة تغلغل الإسلام في سمك التركيبة الاجتماعية ضمن المشهد الديمغرافي الأوروبي حاضرا؟
تبدو الإجابة التاريخية الأكثر اتزانا بخصوص ماهية هذا السجال، هي تلك التي اقترحها المؤرخ الفرنسي "غبريال مرتينيز-غرو" وذلك ضمن المقال الصادر له ضمن مجلة "تاريخ Histoire"[viii] في السياق الزمني الذي شكّل واقعيا دينامكية الاشتراك في الرصيد المعرفي الكوني بين المجالين العربي الإسلامي والأوروبي المسيحي. لذلك نحاول ضمن هذه العجالة القراءة بدورنا في هذا العرض التوليفي المقترح من قبل هذا الباحث الألمعي في التاريخ الإسلامي، علّنا نسهم في إخراج المسألة من دائرة التوظيف، رابئين به عن جميع نوايا الإساءة أو الإجحاف. فقد بيّن هذا الباحث أن العالم المتوسطي قد عرف خلال القرون الوسطى حركتين علميتين لعبت ضمنهما الترجمة دورا فاعلا. فقد سُجل انتقال للمعارف الإغريقية إلى اللغة العربية داخل عاصمة المسلمين بغداد بين 750 –  950 م، وهو انتقال استتبعه خلال القرنين الثاني عشر والثالث عشر إعادة تملك للرصيد الإغريقي الإسلامي من قبل الغرب اللاتيني عبر الأندلس وصقلية والعالم البيزنطي الذي احتمى بالمظلة اللاتينية بعد الحملة الصليبية الرابعة عند بدايات القرن الثالث عشر (1204 ) تلك التي ترتب عليها استباحة العالم اللاتيني الغربي لحاضرة الروم الشرقيين القسطنطينية وتوصّله إلى التثبت في النصوص الأصلية الإغريقية المتبقية من أمانة ودقة الترجمات العربية الأندلسية لهذا الإرث الكوني.
وهكذا يتبن لنا أن حركتا الترجمة قد استغرقتا قرنين من الزمن داخل المجالين الإسلامي واللاتيني، وأن مختلف المعارف التي تم نقلها أو إعادة تملّكها قد شكلت على حد تعبير "مارتينيز" "غنيمة حرب" بالأساس على حساب الفرس والبيزنطيين في حق المسلمين، ثم على حساب هؤلاء في حق اللاتينيين. كما أن الشعوب المغلوبة ضمن هذين السياقين التاريخيين ونقصد نصارى الشرق ببغداد واليهود الأندلسيين بإسبانيا قد أسهمت جميعها وبفاعلية كبيرة في إنجاح مثل هذه المشاريع الحضارية المعرفية.
ويتمثل الفرق بين السياقين يكمن، حسب ما عمل على توضيحه مقال هذا الباحث، في الدور المحوري الذي عاد للبلاط العباسي بداية من سنة 762 م ببغداد في دعم هذا النشاط العلمي بعد أن شهد ضمورا ملحوظا في العالمين الروماني المنهار والبيزنطي المنغلق وذلك منذ حلول القرن الثالث الميلادي. فقد أُثر عن الخليفة العباسي المأمون 813 – 833 اشتراطه الحصول على نفائس المخطوطات الإغريقية مقابل عقد الهدنة مع البيزنطيين. كما أن تأمين مجال الانتشار الإسلامي قد فتح بين أواسط القرن التاسع وأواسط القرن الذي يليه مجهود النقل المعرفي وترجمة أمهات المصادر اليونانية والفارسية والبيزنطية ببغداد على المنتسبين لمختلف الأعراق والنحل والديانات التي صهرتها حضارة المسلمين وديانتهم.
      وعلى نقيض ذلك تصدرت الدوائر الدينية للكنيسة اللاتينية لحماية حركة نقل المعارف وترجمتها طوال القرن الثاني عشر، ولم تشمل تلك الحركة ملوك أوروبا على غرار "فريديرك الثاني" و"ألفونس العاشر القشتالي" إلا خلال القرن الموالي. بدت علوم الإغريق للمسلمين علامة مضيئة وموروثا إنسانيا سامقا عمل الخلفاء العباسيون على استجلابه وإقراره بحاضرتهم الجديدة، أما بأوروبا القرن لثاني عشر فقد اتخذت عملية نقل ذلك الإرث شكل ربط الصلة مجددا بموروث ثقافي مفقود بعد الشرخ الحضاري العميق الذي عاينه العالم القديم بين القرنين الخامس والسابع الميلاديين، وهو لقاء بين المورثين اللاتيني-الإغريقي، والمتوسطي الشرقي الذي سيطر عليه العرب نهائيا والأوروبي من جانب آخر، وعليه فقد حافظ البلاط الإسلامي على دوره الطليعي كحامي لمعارف وعلوم القدامى، بينما انبرت "الجامعات" وهي مؤسسات تابعة في أصولها إلى الكنيسة لاستيعاب العلوم العربية-الإغريقية أوروبيا. والمرجح وفقا لتصور صاحب المقال دائما، أن اتصال المسلمين بالمصادر الإغريقية وإعادة تملّكها في لغتهم الأم قد انطلق واقعيا بعد انهيار دولة الأمويين بدمشق وانتقال الخلافة مع العباسيين إلى بغداد، وهو مجال استوعب العديد من النخب المتأثرة بالثقافة الهلينية الإغريقية، لم يعاين سيطرة الأرثوذكسية الثقافية والدينية النصرانية، فقد تمازجت داخله المؤثرات الإغريقية بالتقاليد الفارسية القديمة والأقليات المنسوبة إلى نحل مختلفة كالنصارى النسطوريين على سبيل المثال لا الحصر. تمكنت مختلف تلك الأوساط من الحفاظ على معرفتها الجيدة في اللغة اليونانية القديمة، لذلك كان من الطبيعي أن يلجأ الخليفة العباسي إليها بالأساس لانتداب العديد من المترجمين على غرار "ثابت بن قرة" عالم الفلك المعروف.   
ومع بداية القرن العاشر وبالتزامن مع تراجع الخلافة العباسية انتقلت الثقافة الإسلامية المتمركزة ببغداد إلى العديد من الحواضر الطرفيّة بوسط أسيا وبغربي إيران وبمصر الفاطمية وبالأندلس حيث تمكنت حركة التنصير الكاثوليكي من الاستحواذ على واحد من ابرز تلك المراكز الطرفية النشطة، موفّرة فرصة ثمينة للغرب المسيحي لكي يجدد اتصاله بالموروث المعرفي الإغريقي، مستندا في ذلك وبالأساس على الترجمات العربية، وهي آثار سارع مثقفو مختلف الممالك الأوروبية إلى نقلها إلى اللاتينية ثم إلى اللغات الناسلة عنها لاحقا. والمؤكد أن الازدهار المادي وحركة التحضّر الشاملة التي عاينها الغرب الأوروبي قد أسهمتا سويّة في إعادة صياغة التساؤلات الفلسفية والعلمية والنظر إليها من زوايا غير مألوفة استجابت لطبيعة الحاجيات الجديدة، الأمر الذي ساهم بلا جدال في ظهور الأعمال التوليفية الكبرى على شاكلة الآثار الفارقة التي خلفها "طوما الأكوني Thomas d’Aquin". وليس هناك من شك في أن هذه الترجمات المزدوجة من الإغريقية إلى العربية ومن العربية إلى اللاتينية قد أسهم جميعها من إعادة تجميع مدونة المعارف الكونية القديمة وتخطي حواجز العقائد وفوارق اللغات وتشريعات القوانين وتقلبات التاريخ، مسعفّا مجالات متعددة وشعوبا متنوعة في الاتصال مجددا بالمعارف القديمة كالرياضيات وعلم الفلك والطب والفيزياء والفلسفة.
يرفض "مارتينيز" بشدة المزاعم التي رُوجت بخصوص عدم قدرة الثقافة الإسلامية على استيعاب الموروث الإغريقي قياسا للسهولة التي وجدها الغرب اللاتيني في إعادة تملك ذلك الرصيد، مبيّنا أن القائمين على تلك التصورات يطرحون المسألة بشكل مغلوط، لأن ما يصدق على العلوم النقلية لا يستقيم بالمرة في حق المعارف العقلية الكونية. ألم تعاين الساحة العلمية الإسلامية أعلاما تضلّعوا في مجالي النقليات والعقليات كالغزالي وابن رشد وابن خلدون؟ ألم يتبنى  الغرب اللاتيني ذاته - وما كان له أن يقوم بغير ذلك - تقسيم المعارف وفقا للأقانيم الإسلامية، حال تمكّن "الجامعات" الغربية من إعادة تملّك موروث إغريقي عربي وصلها ناجزا متكاملا معافى من التأثيرات العقدية والدينية؟
تضمنت الترجمات العربية الأولى آثارا شرقية، كالقواعد الفلكية السند-هندية مثل كليلة ودمنة، في حين عاينت نهاية القرن التاسع وبداية القرن الموالي تزايد عدد النصوص المترجمة عن اللغة الإغريقية كهندسة إقليدس وجغرافية بطليموس وطب الماليخوليا وعوارضها لجلينوس Galien" ونظريات الفيزياء وأدوات التفكير المنطقي والتصورات الفلسفية عند أرسطو وأفلاطون، مع تعاليق تلامذتهما من أمثال"بروكليس Proclus" وبورفير porphyre" و"الأسكندر الأفرودي Alexandre d’Aphrodise" على مختلف الآثار التي خلفاها.  كما أعلى سلم كفاءة الشعوب والأمم لديهم مقام العلوم الحكميّة والتفكير الفلسفي عند الإغريق والتدبير السياسي لدى الفرس والمعارف التقنية لدى الشعوب الصينية القديمة وصلابة الأتراك في المنازلة والقتال.
والبيّن بعد هذا أن اهتمام دار الإسلام بفلسفة أرسطو في بداية القرن التاسع الميلادي قد تنـزل ضمن بحثهم الاستفادة من أدوات منهجه الدلالي المنطقي، لذلك حظيت تصوراته بهذا الخصوص باهتمام أعلام الفكر الإسلامي على غرار أبي حامد الغزالي وأبي الوليد بن رشد الحفيد، الذين تصدرا للتعليق على فرضياته الفلسفية منذ نهاية القرن الحادي عشر وأثناء القرن الذي يليه، حتى وإن عوّل هذا الأخير في تعاليقه المتصّلة بكتاب الفيزياء على ترجمة غيره اعتبارا لعدم حذقه اللسان الإغريقي.
ومع امتداد حركة "الكثلكة" تمكن الغرب من التعرف على المخطوطات العربية بعد أن تمكن من ترجمتها إلى اللاتينية، متعرفا من خلال ذلك على مؤلفي "الفيزياء" و"الميتافيزيقيا" لمن وسمه علماء المسلمين تعظيما باسم "المعلم الأول". فقد قام "ميشال سكوت Michel Scot " منذ حلول القرن الثالث عشر بترجمة آثار ابن رشد المعروف بـ"المعلق Le Commentateur" على فلسفة "المعلم الأول"،  مُسهما بذلك في ربط صلة الغرب مجدّدا بالفلسفة الإغريقية من بوابة تصورات أساطين الفكر الإسلامي لمحتوياتها. فقد تضمّنت التصورات الفيزيائية الإغريقية ضمن نظرياتها الاعتقاد في الاختلاف بين الأجرام العُلْوية غير القابلة للفناء والكائنات السفلية الخاضعة بالضرورة إلى دورة الحياة والموت، مما أحرج كثيرا المنظومة العقدية المؤمنة إسلاميا بحقيقة البعث. وحتى وإن اعترفت الميتافيزيقا بوجود قوة بارية محرّكة للخلق، وبدا من الهين وصلها دينيا بفكرة الإله الواحد، فإن المنطق الأرسطي الذي افترض أن طابع الخلود المتصل بالسبب الأصلي في الخلق لا يمكن أن يترتب عليه بالضرورة غير خلود ما أقام ذلك الخالق تحديدا على خلقه، قد ولّد سجالا ذهنيا وتساؤلات ميتافيزيقية محيرة بخصوص حقيقة الخلق والبعث والحساب. لذلك طفت على السطح إشكالية التوفيق بين المنجز الفلسفي الأرسطي الذي تم إنجازه ضمن بيئة تتسم بتعدّد الآلهة والقوانين الناظمة للفكر الإسلامي المنبثقة عن رؤية تجديدية للفكر الديني التوحيدي؟ ألا يدفعنا مثل هذا التباين إلى الإقرار بتعارض العقيدة الدينية التوحيدية مع الحكمة الفلسفية؟ ذاك هو السؤال الكبير الذي تصدّر ابن رشد باقتدار ومنذ القرن الثاني عشر للإجابة عنه، مشدّدا في جميع مقالاته على وحدة الحقيقتين الدينية المنـزلة والحكميّة أو الفلسفية الموضوعة. لذلك لا يمكن أن يعترينا أدنى شك في أن الغرب اللاتيني المتصدّر بدوره لنقل المعارف العربية - الإغريقية هو الذي ورث أهلية البت في مناقشة مسائل معرفيّة سبقه الفكر الإسلامي تاريخيا إلى طرحها.               



[i]  Gouguenheim (Sylvain), Aristote au mont Saint-Michel Les racines grecques de l'Europe chrétienne, Ed. Du Seuil, Paris 2008
[ii]  Ibid., p. 197
[iii]   Article de Roger-Pol Droit, paru dans le journal « Le Monde », numéro du 4 avril 2008.
[iv]   Article de Stéphane Boiron, paru dans le journal « Le Figaro » numéro du 17 avril 2008.
[v]  Article paru dan le journal « Le Monde » numéro du 24 avril 2008. 
[vi]   Article d’Alain de Libéra dans Télérama daté du 24 avril 2008.
[vii]  Blog culturel de Pierre Assouline 27 avril 2008. 
[viii]  Matrtinez-Gros (Gabriel) «Ce que l’Occident doit à l’Islam », dans Histoire, numéro 342 mai 2009 p ; 6-13. 

   

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire