jeudi 28 novembre 2024

انعكاس الظل - لطفي عيسى

شكّل "التأريخ للذّات" منذ نهاية عشرية سبعينات القرن الماضي جنسا أدبيا خلاسيا يقع بين السيرة الذاتية والسيرة الفكرية. لذلك فإن في اختيارنا لهذا الجنس قد مثّل محاولة لاستعراض التقاطعات التي شدّت ولا تزال هواجسنا الشخصية إلى منجزنا الموضوعي، مع الحرص -قدر المستطاع- على عدم الوقوع في فخّ الإثارة، وتحاشي الترميق أو إسقاط حاضر مسارنا على ماضيه. فقد تم ضمن مربع أول التعريف بشروط التأريخ للذات في الكتابة التاريخية، وتوضيح علاقة الشغف بالمعرفة وأثر التردّد في بناء الشخصية أو الحيثية المعرفية. قبل البتّ في سياقات وتعثّرات تشييد ما انطلق ولوع بالمعارف العلمية لينتهي انقطاعا للفنون والآداب الجميلة. بينما خلُص المربع الثاني إلى استذكار مغامرة التكوين والإقبال على المعرفة الجذلى بعد الالتحاق بمصاف التحصيل والتدريس بالجامعة. فتفكيك مراحل نقل وإنتاج العلوم وصياغة الثيمات التي وسمت مختلف المباحث المنشورة والتي استهدفت التاريخ الثقافي وجاست في سُمْكِ الحياة الروحية، ووضّحت علاقة الذاكرة الجمعية بالمعرفة التاريخية، فضلا عن عوائق كتابة تاريخ المسلمين والعرب وكذا تاريخ المغارب المقارن. والظن بعد جميع هذا أن واقع المعارف الإنسانية حاضرا يُنبئ بحصول انقلاب حاسم، قد يضع تلك المعارف كونيا إزاء منعطفات وتحديات غير مسبوقة.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire