vendredi 16 mars 2012

Les Rendez-vous de L'ATEH au Club Taher Hadded "Etre Tunisien": Noureddine Ouerghi et le Théâtre de la terre" Le vendredi 30 mars 2012 à 15 Heure.






تونس-الشروق
تجربته المسرحية تمتد على أكثر من ثلاثة عقود هو كاتب ومخرج وناقد مسرحي أسس « مسرح الأرض » ومنه أسس لخطاب مسرحي جديد يقطع مع المألوف ويلتصق بالواقع المعيش وبهموم ومشاغل الناس الآن وهنا ... طرح قضايا الريف بعيدا عن الفلكلورية التي ميزت جل الأعمال المسرحية الأخرى التي تعاملت مع هذه البيئة ، وتعامل مع القضايا العربية والقومية دون دمغجة وفي منأى عن الشعارات .
نور الدين الورغي و«مسرح الأرض » مبدع وتجربة إبداعية منفردة ورؤية جمالية فكرية لها خصوصياتها التي جعلت منها قطبا مسرحيا قائما بذاته ...
نور الدين الوغي صاحب جائزة المسرح في اليوم الوطني للثقافة 2009 هو ضيفنا هذا الأسبوع في « كبار الحومة » وهو فعلا من كبار الحي المسرحي .

* بعد أكثر من ثلاثة عقود من العمل المسرحي ... ما هي خصوصيات مسرح نور الدين الورغي ?
ـ الرؤية وطريقة الطرح والتعمق في البحث على مستوى الكتابة والإخراج وإدارة الممثلين، ومنذ أكثر من ثلاثين سنة أدق نفس المسمار في نفس المكان لمحاولة التجاوز ... وأضيف شيئا آخر وهو من أهم العوامل الحاسمة في الفعل الإبداعي، واقصد الشك والريبة التي بداخلي، فبلا شك وبلا ريبة لا نستطيع أن نتقدم كما يقول "بيتر بروك" وهذه قاعدة الإبداع فحتى بعد هضم الإرث المسرحي العالمي والإفريقي وما أتى بعده يبقى هذا الهاجس كامنا بداخلي.
* هذا الشك إفراز لعملك كناقد أم وليد تجربتك الإبداعية ؟
ـ هذه الثنائية متلازمة عندي، لا أستطيع التخلي عن واحد منهم، لذلك فإن مبدأ الشك عندي هو نتاج هذه الثنائية في شخصي.
* لكنك تخليت عن الناقد في الممارسة، وبمعنى أن كتاباتك النقدية شحت؟
ـ أكتب عن مسرحيات أصدقائي عندما تستفزني مثل أعمال عز الدين قنون وغيره من المبدعين الأصدقاء أو عندما ألاحظ أن عملا مسرحيا مهما لم يأخذ حقه من النقد العلمي وكان ضحية النقد الانطباعي فأكتب عنها انطلاقا من أرحامها .
* ما هو هاجس نور الدين الورغي في تجربته المسرحية؟
ـ خلق طابع خاص به ورؤية جمالية وشخصية مسرحية متفردة، وأقترح كتابة تمتاز بشاعريتها وإيقاعاتها وتغلغلها داخل الإنسان بجميع أبعاده ومحاولة طرح قضايا إنسانية بطريقة جدلية وانطلاقا من المادية التاريخية ودراسة الوضع الاقتصادي والسياسي والثقافي والحضاري ولكل المظاهر والتقلبات والاهتزازات التي مر ويمر بها الإنسان بصفة عامة والكائن العربي بصفة خاصة... كأنني أكتب نفس المسرحية منذ 30 سنة .
* ماهي روافد الورغي في عملية الابداع؟
ـ أنتمي إلى بيئة ريفية كما تعلم ، واكتشفت المسرح في هذه البيئة من خلال المسرح المدرسي ، واكتشفت المسرح العالمي في دراستي الثانوية بتونس عند الآباء البيض وتعمقت في الإرث المسرحي الغربي بعد دراستي في فرنسا ومشاركتي في ورشات مسرحية كنت أكتب الشعر بالفرنسية ، لكني لاحظت أن اللهجة الدارجة تمتاز بقوة جبارة في التعبير عن الذات والحيرة والصراع وهي لهجة لا تقبل الاستكانة ولا الخنوع، تحمل في طياتها المحبة والذوبان في الآخر ونكران الذات والقدرة على تحمل المشاق والمصاعب.
* في كل أعمالك نلاحظ ذكر الوادي، إما داخل النص أو حتى في العنوان كما في « أحكى يا وادي »؟
ـ أنا ولدت بجانب وادي مجردة وفتحت عيناي عليه أحبه وأكرهه ، أحبه لما سبق وأكرهه لأنه ابتلع أخي أمامي .
* من كان مثلك تلقى تعليمه بالفرنسية وتشبع بالثقافة الغربية من « المفروض » أن أعماله تشبه هذه الثقافة لكن طرحك ومقترحك الجمالي مختلف تماما؟
ـ قدماي في قلب هذه التربة، وما تعلمته من الثقافة الغربية، وكما يقول كاتب ياسين عندما عاتبوه على استعمال اللغة الفرنسية « هي غنيمة حرب » أستعملها لمعرفة الآخر وكما يقول غانذي « إني أفتح جميع النوافذ لكي تهب علي رياح كل الثقافات شرط أن لا تقتلعني من جذوري، فأنا مسرحي أعالج قضايا الإنسان ولا أتقوقع في الفضاء الثقافي الذي انتمي إليه بل انطلق منه لأعانق فضاءات ثقافية أخرى ، ولست الأول في هذا فقد سبقني الكثير من المبدعين كـ "جان جيونو" و"مارسيل بانيول" وغيرهما.
* أكثر من 10 رسالة ختم دروس جامعية كنت محورها وأكثر من أطروحة دكتوراه في كلية الآداب حول شخصية وأعمال نور الدين الورغي إضافة إلى جائزة المسرح لعام 2009 ، كيف تنظر وتتعامل مع هذا الاعتراف والتتويج؟
ـ هذا الاعتراف يحملني مسؤولية كبيرة، لقد كنت من أشد المطالبين بحق المبدع في الخطأ والحق في الفشل، أشعر اليوم أنه لم يعد لي الحق في الخطأ والفشل، بالرغم من أنه عندما تكون مبدعا وتجربتك تجاوزت 30 سنة ومن مبادئك الشك والريبة فإنك تبقى تطالب دائما بالحق في الخطأ. أنا سعيد بهذه التتويجات وهذا الاعتراف، ولكني خائف وأصبحت أكبر ناقد لأعمالي .
* تحدثت عن شقيقك الذي ابتلعه الوادي، ماذا ترك في نفسك هذا الموت؟
ـ موت شقيقي من الأشياء التي صقلت شخصيتي كما ساهم جدي واللاجئون من القطر الجزائري الشقيق إلى جندوبة زمن الاستعمار، لقد فتحنا أعيننا على الجرحى من الجزائريين وفهمنا وقتها أن هناك شعبا يقتل بجانبنا لقد ولدت في فترة صعبة وقوية وما عاشه الشعب التونسي على الحدود مع الجزائر من إرهاصات وآلام، ساهمت في بناء وتكوين شخصيتي .
* في رصيدك أكثر من عشرين مسرحية ، ما أجمل هذه الأعمال في نظرك؟
ـ أجمل مسرحياتي هي التي لم تنجز بعد
* لمن يدين نور الدين الورغي بالفضل؟
ـ أنا مدين لوادي مجردة وللشمال الغربي عموما .

* وناجية الورغي في كل هذا؟
ـ ناجية كما قلت في إهداء مسرحية «حب الرمان » «المرأة اللي زرعت كتيبتي في دمها وولدتها وهي تضحك ومخُبْية الوجيعة ... هي المرأة التي هزت كلامي على ظهرها وما قالت آه ... بيها وليها كتبت وبلا بيها نِتْلَجِّم »
* ابنتك «نهلة » تتخرج هذا العام وهي مخرجة سينمائية هل سنرى عملا سينمائيا من تأليفك وإخراجها وبطولة ناجية؟
ـ إن شاء الله، هذا حلم من أحلامي وسأعمل على تحقيقه خصوصا وأن نهلة يسكنها أيضا الشك، وفهمت أن هذا الفن من أصعب الفنون.
(حاوره : المنصف بن عمر).

...

... وفي مسرحيات نور الدين الورغي إلى ذلك سعي...إلى تأسيس كتابة تتناغم مع هذا الحيّز الذي اختار، حيّز الريف والأرض وتتفتح على آفاق بكر. إذ ما فتئ المؤلف ينطلق من قضايا الناس العاديين ليكشف عن المخفي فيهم والمكبوت، في جرأة دونما إسفاف ومصارحة دونما فجاجة. وهو إذ يعالج في مسرحاته اليومي من الأشياء والسائد من الصلات يقفز بها إلى عوالم شفافة تكشفها عينا حالم، وتنحتها كلمات شاعر تشبّع باندفاعات الغَنَّايْ وإيقاعات الطبَّال وارتعاشات صوت القصبه ولهاثها...
عن تقديم محمد المديوني لكتاب نور الدين الورغي، إليك يا معلمتي، نشر دار سحر للنشر 1992 ، ص 8.

"إليك يا معلمتي"


... إدّوها هزّوها خُذوها
احملوها: دفّوها في الأخضان..
سخنوها لكمتوها لفوها
لزوها: حطّوها بين الأجفان..
جيبوها ضيّفوها عزّوها
كرموها: شقوا بها الوديان..
اغرسوها إسقوها إرووها
اسندوها: ولكلامها شدّوا الميزان..
أهووها حبّوها
أعشقوها اعبدوها
العصفور عيشتو حبّ وزيوان
الألف: أمير هواها
والباء: باست جبهتها
والتاء: تاج العلم حلّاها
والخاء: خلفتها فوق روس الجبال
تكتب تقرّي تعشق في الخلاء..
والجيم: جابتها على الثنايا العربي
والواو: الوادْ حاملْ
غطى جميع المسارب
والعين: العشيّة عَشِّتْ
على بنيّة بجنب القلتة حايرة:
الكرطابلة على الظهر
والرجلين لابسة ما استر
والقلب مسموع رجفانو..
والدّال: دلُّوها على خيط ضوء
علقت فيه رجاها..
والذّال: الذيب قدّام السبورة
يسأل عالأجوف والمعتل
والناقص مالْحديد بدنو..
والقاف: قاسم مشترك
ونحنا في الخير شركة،
قطرة ليك وقطرة ليَّ
والبيت ماها يتقاطر
والفاء: فعل للمجهول مبني
ما يعرف حدّ إعرابو !!
والرّاء: الرعد خلخلّي مفاصلي
نسّاني في الحروف !!!
حبّوها
قدّروها
جلّوها:
هي المعلمة
والمعلمة شمعة
والشمعة تضوّي البيت !!!

نور الدين الورغي، إليك يا معلمتي، نفسه، ص ص 19 – 22

ثورة واشي؟


ثورة " هوشي منه "
وإلّا واشي ؟
ثورة لينين وإلّا حواشي؟
ثورة برانيس وإلّا شواشي؟
ثورة قاعد، وإلّا ماشي؟
ثورة مجرم وإلّا فاشي؟
ثورة عريان وإلّا لابس؟
ثورة ضبع عالعصا كابس؟
ثورة الخبز اليابس؟
ثورة الماء في العيون حابس؟
ثورة صكّر الفم واقعد ثـمّة
ثورة خدّام المرمّة؟
ثورة فنان الغلبة والحمّى؟
ثورة اللّات والعزّى وهُـبلِ
ثورة بوسة يهوذا على خدّ الجبل؟
ثورة الغنّاي والشاعر؟
ثورة صهيد الصوّان الواعر؟
ثورة صوت الثكالى النّاعر؟
ثورة الـقـحـبة
دمدومة، نوارها نور أحسن صحبة ؟
ثورة عريان
محروق، مسلوب
مالبلاء والنّهبة؟
ثورة ربّي
وإلّا نـقـطـة فوق حرف الرّاء
تـشـعـّل حـــــربي؟



ملحق خير...
العرف أحمد ملآك: مسدس، بزازيل حكَّرتهم بالنظر


...

بزَازيل حكـَّرتهم بالنظر
فوق الصّدَرْ
مماليك لبسوا شواشي حمُر
***
بزازيل حكـَّرتهم بالالحَاظ
أعضاهُم بِياضْ
مماليك لبسوا شواشي أعراض
حمَق سيدهم بين الاحكام هاض
بالسيف ناض
ما يسيِّب إلآ طويل العْمُرِ
***
بزازيل حكـَّرتهم يا كهين
كما الياسمين
مماليك في المحكمة واقفين
وقع بينهم فتن متعاندين
جاوا شاكيين
لغى سيدهم ليس ردُّوا خبَر
***
بزازيل حكـَّرتهُم بالرّميق
تحت الشـُّقـيـق
مماليك لبسو شواشي عقيق
جا لعبهم بين الآلعاب سـيـق
فتحوا الفـنـيـق
واغناوا من حَطْ بيه الفقَـَـرْ
***
بزازيل حَكـَّرتـهُم بالشـبـاح
أعضاهم مــلاَح
مماليك لبسوا شواشي سمـَاحْ
يتكـلـّموا باللغاوي الفصاح
مع الانشـراح
يزْهُــوا على حِـسْ نَـغْـم الوتـَــر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire